فصل: قال ملا حويش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الغزنوي:

ومن سورة الفرقان:
1- {تَبارَكَ} تفاعل من البركة، وهي الكثرة في كل خير.
وقيل: أصله الثبوت، من بروك الإبل.
{نَذِيرًا} داعيا إلى الرشد وصارفا عن الغيّ، ويجوز صفة للنبي صلى اللّه عليه وسلم وللقرآن.
6- {يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي: أنزله على مقتضى علمه ببواطن الأمور.
9- {فَضَلُّوا} ناقضوا إذ قالوا: اختلقها وافتراها وقالوا فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ.
13- {وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكانًا ضَيِّقًا} في الحديث: «إنهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط».
{مُقَرَّنِينَ} مصفّدين، قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال، أو قرنوا مع الشياطين.
14- {ثُبُورًا} هلاكا على هلاك، من ثابر على كذا: داوم.
16- {وَعْدًا مَسْؤُلًا} هو قول الملائكة: {رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ}.
أو قول المؤمنين: {رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا}.
18 {بُورًا} هلكى. أو كاسدين، من بوار التجارة، وبوار الأرض تعطيلها من الزرع.
19- {فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا} صرف العذاب، أو الصّرف: الحيلة والصّيرفيّ لاحتياله في الاستيفاء إذا اتزن والتطفيف إذا وزن.
20- {إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ} أي: إلّا قيل إنهم ليأكلون.
{بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} هو افتنان المقلّ بالمثري والضّويّ بالقويّ.
{أَتَصْبِرُونَ} أي: على هذه الفتنة أم لا تصبرون فيزداد غمكم.
{وَكانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} بالحكمة في اختلاف المعاش.
ويحكى أنّ بعض الصالحين تبرّم بضنك عيشه، فخرج ضجرا فرأى أسود خصيا في موكب عظيم، فوجم لذلك، فإذا بإنسان قرأ عليه: {وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ} فتنبّه وازداد تبصّرا أو تصبّرا.
21- {لا يَرْجُونَ لِقاءَنا} لا يخافون، وجاز يرجو بمعنى يخاف لأنّ الراجي قلق فيما يرجوه كالخائف.
22- {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} كان الرجل في الجاهليّة يقول لمن يخافه في أشهر الحرم: حِجْرًا مَحْجُورًا: أي: حراما محرّما عليك قتلي في هذا الشهر، فلا يبدأه بشرّ، فإذا كان القيامة رأى المشركون ملائكة العذاب فقالوا: حِجْرًا مَحْجُورًا وظنوا أنّه ينفعهم.
23- {وَقَدِمْنا} عمدنا وقصدنا.
{مِنْ عَمَلٍ} من قرب.
24- {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} موضع قائلة، ولا نوم في الجنّة إلا أنه من تمهيدها تصلح للنوم.
{تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ} أي: عن الغمام، وهو نزول الملائكة منها في الغم/br>27- {يَعَضُّ الظَّالِمُ} وذلك فعل النّادم والغضبان، وفي المثل: يعلك على الأرّم ويحرق أيضا. والأرّم الأصابع.
28- {يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا} في عقبة بن أبي معيط، كان يجالس النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم وسمع القرآن فقال له أبيّ بن خلف: تجالسه وهو يسفّه أحلام قريش، وجهي من وجهك حرام حتى تشتمه، ففعل، فلمّا قتل من بين الأسارى قال: أأقتل من بين قريش؟! فتمثّل عمر: حنّ قدح ليس منها، وقال: فمن للصّبية؟ فقال عليه السلام: النار.
30- {هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} بإعراضهم عن التدبر فيه، أو بقولهم فيه بالهجر.
31- {وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ} أي: جعلنا ببياننا أنهم أعداؤهم، كما تقول: جعله لصا.
{وَكَفى بِرَبِّكَ هادِيًا} يجوز حالا وتمييزا.
32- {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ} أي: باتصال الوحي، أو لنثبته في فؤادك بالإنزال متفرقا.
{وَرَتَّلْناهُ} فصّلناه، والرّتل في الثّغر أن يكون مفلّجا لا لصص فيه.
والقرية التي أمطرت مطر السوء: سدوم قرية لوط عليه السلام.
45- {مَدَّ الظِّلَّ} أي: اللّيل لأنّه ظل الأرض الممدود على قريب من نصف وجهها.
وقيل: هو ما بين طلوع الفجر إلى شروق الشمس.
{وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِنًا} أي: بإبطال كلتي الحركتين: الغربيّة التي بها النهار واللّيل، والشّرقية التي بها فصول السّنة.
{ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} إذ كان طول الظل وقصره بحسب ارتفاع الشّمس وانحطاطها ولأنّ الظلّ إذا لم يدرك أطرافه لم يسمّ ظلا بل ظلاما وليلا.
46- {ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا} هو من الغداة إلى الظهيرة، والظلّ هو المخصوص بالقبض كما أنّ الفيء مخصوص بالبسط وهذه الإضافة لأنّ غاية قصر الظل عند غاية تعالي الشمس، والعلو موضع الملائكة وجهة السّماء التي فيها أرزاق العباد، ومنها نزول الغيث والغياث، وإليها ترتفع أيدي الراغبين وتشخص أبصار الخائفين.
{قَبْضًا يَسِيرًا} خفيا سهلا لبطء حركة الظل بالقرب من نصف النهار.
والنّشور: الانتشار للمعايش، والسبات: قطع العمل.
والأناسي: جمع أنسي. ككرسي، وكراسيّ، أو كان أناسين جمع إنسان، فعوّضت الياء من النون.
50- {وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} أي: المطر مرّة هاهنا ومرة هناك.
وعن ابن عباس رضي اللّه عنه: ما عام بأمطر من عام ولكنّ اللّه يصرّفه كيف يشاء.
{فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} يقولون مطرنا بنوء كذا.
53- {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} مرج وأمرج: خلّى، كأنّه أرسلهما في مجاريهما كما يرسل الخيل في المرج.
{حِجْرًا مَحْجُورًا} لا يفسد أحدهما الآخر.
55- {وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيرًا} على أولياء ربّه معينا يعاديهم.
قال الماوردي: مأخوذ من المظاهرة، وهي المعونة.
أو كان هيّنا عليه لا وزن له، من قولك: ظهرت بحاجتي إذا لم تعن بها.
59- {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا} سل بسؤالك إياه خبيرا، وسل به عارفا يخبرك بالحق في صفته.
58- {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} احمده منزّها له عما لا يجوز عليه.
62- {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً} خلفا عن صاحبه فمن فاته من عمل في أحدهما قضاه في الآخر، أو إذا مضى أحدهما خلفه صاحبه.
يقال: الأمر بينهم خلفة، أي: نوبة كل واحد يخلف صاحبه، والقوم خلفة، أي: مختلفون.
63- {وَعِبادُ الرَّحْمنِ} مرفوع إلى آخر السورة على الابتداء، وخبره: {أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ}.
{هَوْنًا} بسكينة ووقار دون مرح واختيال.
وقيل: حلماء علماء لا يجهلون، وإن جهل عليهم.
قالُوا سَلامًا: تسلما منكم، أي: نتارككم ولا نجاهلكم.
وقيل: سلما: سدادا من القول.
65- {غَرامًا} هلاكا لازما.
68- {أَثامًا} عقوبة وجزاء.
69- {يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ} عذاب الدنيا والآخرة، وجزمه على البدل لأن مضاعفة العذاب هي لقيّ الآثام.
70- {يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ} يغيّر أعمالهم أو يبدلها بالتوبة والندم على فعلها حسنات.
72- {مَرُّوا كِرامًا} أي: مرّ الكرماء الذين لا يرضون باللّغو ومخالطة أهله.
73- {لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها} لم يسقطوا عليها.
{صُمًّا وَعُمْيانًا} بل سجّدا وبكيا.
{وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا} توحيده على المصدر، أمّ إماما كقام قياما أو هو جمع آم كقائم وقيام، أو إمام نفسه جمع إمام، وإن كان على لفظه كقولهم: درع دلاص وأدرع دلاص، وناقة هجان ونوق هجان، وفقهه أنه يكسر فعيل على فعال كثيرا، فيكسر فعال على فعال أيضا لأنّ فعيلا وفعالا أختان كلاهما ثلاثي الأصل وثالثة حرف لين، وقد اعتقبا أيضا على الشيء الواحد، نحو عبيد وعباد، وكليب وكلاب.
77- {ما يَعْبَؤُا بِكُمْ} ما يصنع بكم، أو أيّ وزن يكون لكم؟
{لَوْلا دُعاؤُكُمْ} رغبتكم إليه وطاعتكم له، أو دعاؤه إياكم إلى طاعته.
وقيل: ما يصنع بعذابكم لولا ما تدعون من دونه.
{فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} على القول الأول قصّرتم في طاعتي.
{لِزامًا} عذابا لازما. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة الفرقان:
عدد 42- 25.
نزلت بمكة بعد سورة يس وهي سبع وسبعون آية، وثلاثمائة واثنتان وتسعون كلمة، وثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثون حرفا، ويوجد في القرآن سورتان مبدوءتان بلفظ تبارك هذه وسورة الملك، ومنها الآيات 68 و69 و70 نزلن بالمدينة، وما قيل إنها نزلت في مسجد قباء بالمدينة لا صحة له، وإنما قرأها صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة، عند هجرته إليها كسائر السور التي نزلت بمكة للاطلاع عليها والتقيد بما فيها من أمر ونهي وغيره.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قال تعالى: {تَبارَكَ} علوه وتعالى عزّه وتعاظم مجده، وتسامى جلاله، وتكاثر خيره، وتعمم عطاؤه وبره، وتنزه عن صفات خلقه جنابه، وتبرأت عن كل نقص حضرته، واعلم أن فعل تبارك وتعالى لا يسندان لغيره عز وجل ولا ينصرفان غالبا لمشابهتهما اسم الفعل، وكرر في الآيتين 10 و61 منها، وفي الآية 35 من الأعراف المارة، وفي الآية 43 من الزخرف وفي الآية 63 من المؤمن وفي الآية 14 من المؤمنين في ج 2 وفي الآية 78 من من سورة الرحمن، وأول تبارك الملك في ج 3.
قال الحسن معناه تزايد خيره وتكاثر عطاؤه، وذلك لأنه مأخوذ من البركة لمجمع الماء ولذلك قالوا: معناه دام لدوام الماء فيها عند كبرياء {الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ} الفارق بين الحق والباطل ولفظه يدل على الكثير، لأنه مصدر فرق فرقا، وهذا فرقان، وزيادة المبني تدلّ غالبا على زيادة المعنى، والفرق الفصل بين الشيئين بما يدركهما البصر أو البصيرة وقيل إذا كان بين الأجسام يقال تفريق، وإذا كان بين المعاني يقال فرق.
والمراد به القرآن العظيم بدليل قوله جل علاه {عَلى عَبْدِهِ} محمد صلى اللّه عليه وسلم، وهو أحب أسمائه إليه ولهذا كرره في سورة الكهف وفي الآية 36 من سورة الزمر في ج 2 وفي الآية 10 من سورة الحديد والآية 23 من البقرة والآية 41 من الأنفال في ج 3 وفي الآية 10 من سورة النجم والآية 19 من سورة الجن المارتين.
وقد أضيف إلى ضمير المتكلم والغائب وإلى اسم الكريم إضافة تشريف، ولا شك أن العبودية أفضل من العبادة لبقائها في الآخرة، وإنما أنزلنا على عبدنا هذا القرآن {لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيرًا} 1 محظرا ومخوفا وزاجرا ومحذرا من سوء العاقبة لمن لم يؤمن به في العالمين أجمع أحمرهم وأخضرهم، أسودهم وأبيضهم، إنسهم وجنهم، لان أل فيه للجنس، فيعم جميع أفراده، وفيها دليل قاطع لا يحتمل التأويل على أن محمدا صلى اللّه عليه وسلم مرسل برسالة عامة للخلق كافة خلافا لما يقوله من لا ثقة به من أن رسالته خاصة بالعرب.